هل يغيــر الســـحر من حقيقــة الأشـــياء
إن السحر لا يغير من حقيقة الإنسان المسحور كأنسان وكائن حي , أي أن الحر لا يمكن أن يحوله إلى عنصر آخر وأيضا الحيوانات أو الجمادات التي تتعرض للسحر لا تتغير حقيقتها وكل ما في الأمر هو حدوث تبدل رؤية الناس إلى المسحور أو العكس فتتبدل رؤية بصر المسحور إلى الآخرين وذلك حسب الغاية من السحر . . .
فنجد أن المرأة المعمول لها سحر للإيقاع بينها وبين زوجها ترى زوجها عبدا أسود في نظرها ولا تطيق النظر إلى وجهه وتود لو تهرب منه , والعكس صحيح فإذا كانت هي المقصودة بالسحر فأن زوجها يراها بهذا السوء وذلك مع التأكيد بأن كلا منهما هو في حقيقته لم يتغير عن طبيعته وشكله ولكن كما أوضحنا فأن التأثير يكون في عين الرائي وذلك من فعل السحرة الذين يوقعون العداوة والبغضاء بين الناس ويسعون في خراب البيوت العامرة وهم الذين قال الله تعالى عنـــــــهم :
(( فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بأذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق ))
ومما يدل بصورة قاطعة على أن تأثير السحر هوعلىعيون المشاهدين ماذكرفي سورة الأعراف عن سحرة فرعون
(( فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم و جاءوا بسحر عظيم ))
وهذا التأثير الذي يحدث للإنسان المسحور ويؤثر على رؤيته للأشياء إنما هو تأثير وقتي يزول بزوال أسبابه فعندما يتم فك السحر يعود الإنسان إلى طبيعته الأولى ..
(( وهنا يختلف السحر عن المعجزات ))
التي يمكنها أن تقلب الحقائق فعلا وليس تأثيرا على أعين المشاهدين وأوضح مثال على ذلك هو عصا موسى عليه السلام التي صارت ثعبانا حقيقيا التهم حبال وعصي سحرة فرعون , وهذه معجزة من الله تعالى الذي تعجزه الأسباب وإذا قال للشيء كن فيكون , وصورة أخرى من المعجزات لا تحدث إلا بأمر الله تعالى تأييدا لرسله ولعباده المخلصين , وعندما ينتهي الغرض من المعجزة فأن الأشياء تعود إلى طبيعتها الأولى كما عادت عصا موسى عليه السلام لطبيعتها الأولى بعد أن تحولت إلى ثعبان كما قال الله تعالى لسيدنا موسى عليه الصلاة والسلام : (( خذها و لا تخف سنعيدها سيرتها الأولى ))
ويجب أن نلاحظ أن العيب ليس في عين الإنسان التي لا تدرك حقيقة السحر , لأنها محدودة القدرة ولا تستطيع الرؤية إلا في حدود معينة ولأشياء محددة ذات مواصفات خاصة , فالعين مثلا لا تدرك الكثير من الحقائق على الرغم من وجودها من حولها , فهي لا ترى إلا لمسافة محدودة ولا يمكنها أن ترى الملائكة أو الجن أو الجراثيم المنتشرة في كل مكان , أما الشياطين و الجن فأنهم يروننا من حيث لا نراهم كما قال تعالى في سورة الأعراف :
(( يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما انه يراكم
هو وقبيله من حيث لا ترونهم * انا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ))
تم بفضل الله
اضف تعليق وشارك ولو براى
No comments:
Post a Comment